وصلتنى رسالة من د.يحيى نور الدين طراف، أستاذ جراحة عظام الأطفال، يعلق فيها على زيارة وفد الاعتذار المصرى للسعودية، أقتبس منها ما يلى:

ذكرنى خطباء وفد الاعتذار فى الرياض برجل من الخوارج أخذ يكيل المديح للإمام على بن أبى طالب، فأجابه كرم الله وجهه قائلاً «أنا دون ما تقول وفوق ما فى نفسك».. نحن لا ننكر ما قدمته لنا بلادهم من فضل، لكننا نهيب بهم كذلك ألا ينسوا أن لنا عليهم الأيادى البيض الطوال التى سبقت إليهم بالحسنى، ويوم اصطفت جحافل صدام على حدود المملكة لم يحس العالم منهم من أحدٍ أو يسمع لهم ركزا، فذهب إليهم ديك تشينى وزير الدفاع الأمريكى وقتذاك بعد ثلاثة أيام من الغزو مستعجباً من صمتهم مستحثاً إياهم أن يطلبوا رسمياً الحماية العسكرية الأمريكية ونزول القوات الأمريكية بأرضهم لتحرير الكويت، فلم يطلق عقدة ألسنتهم إلا تأكيدٌ بوجود القوات المصرية فى طليعة قوات التحالف، ولولا ذلك ولو رفضت مصر التدخل العسكرى الأجنبى كما حدث فى عهد عبدالكريم قاسم، ما أقدمت السعودية على السماح لستمائة ألف جندى أمريكى وجندية بالنزول بقضهم وقضيضهم وخمرهم فى جزيرة العرب مهبط الوحى.

يعيش فى السعودية مليونان من المصريين، لكنهم ليسوا عالة يتكففون المملكة أو يسألون الناس إلحافا، بل هم بنوا ويبنون أركان دولتهم ولو رحلوا، فليس لهم سوى الهنود والباكستان والأفغان والفلبينيين وسائر النحل وليسوا على كفاءة المصريين وطيبتهم ولا يتحدثون العربية، ومن نداهم أن صارت الإنجليزية لغة التواصل للسعوديين فى المستشفيات ومحطات الوقود والسوبرماركت فى بلد أنزل الله فيه القرآن عربيا! فكيف بهم إذا رحل المصريون، هل تتخذ كل أسرة ترجمانا؟

أما عن دعم السعودية السخى للحكومة المصرية فيرده لها الشعب المصرى مضاعفاً فى حجه وعمراته، وها هى ذا ثلاثة عشر ألف تأشيرة استخرجت فى يومين اثنين.

يجب أن يعى الجميع أن مصر هى قلب العالم العربى والإسلامى ومركز ثقله، وأنه إن قدر الإله مماتها لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدها. هذه حقيقة التاريخ والجغرافيا والدين وحقيقة كل أمر فلا يتجاهلنها أحد، ومن أحسن إليها فلنفسه ومن أرادها بسوء قصمه الله، وأول من عليه أن يعى هذا جيداً هم المصريون أنفسهم.

سؤال: لماذا لا يتبنى الكتاتنى زيارة مماثلة لرئيس اللجنة العليا للانتخابات على رأس وفد ليعتذر لقاضى مصر الأول عن تجاوزات نوابه نحوه ونحو لجنته، أم أن «سلطان» لا يملك مفاتح الخيرات ولا يمنح تأشيرات الحج والعمرة والمنافع الأخرى؟